فصل: الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير القرطبي المسمى بـ «الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان» **


 الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

‏{‏كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم‏}‏

قال ابن عباس‏:‏ يعني به قينقاع؛ أمكن الله منهم قبل بني النضير‏.‏ وقال قتادة‏:‏ يعني بني النضير؛ أمكن الله منهم قبل قريظة‏.‏ مجاهد‏:‏ يعني كفار قريش يوم بدر‏.‏ وقيل‏:‏ هو عام في كل من انتقم منه على كفره قبل بني الضير من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ ومعنى ‏{‏وبال‏}‏ جزاء كفرهم‏.‏ ومن قال‏:‏ هم بنو قريظة، جعل ‏{‏وبال أمرهم‏}‏ نزولهم على حكم سعد بن معاذ؛ فحكم فيهم بقتل المقاتل وسبي الذرية‏.‏ وهو قول الضحاك‏.‏ ومن قال المراد بنو النضير قال‏{‏وبال أمرهم‏}‏ الجلاء والنفي‏.‏ وكان بين النضير وقريظة سنتان‏.‏ وكانت وقعة بدر قبل غزوة بني النضير بستة أشهر، فلذلك قال‏{‏قريبا‏}‏ وقد قال قوم‏:‏ غزوة بني النضير بعد وقعة أحد‏.‏ ‏{‏ولهم عذاب أليم‏}‏ في الآخرة‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 16 ‏:‏ 17 ‏)‏

‏{‏كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين‏}‏

قوله تعالى‏{‏كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر‏}‏ هذا ضرب مثل للمنافقين واليهود في تخاذلهم وعدم الوفاء في نصرتهم‏.‏ وحذف حرف العطف، ولم يقل‏:‏ وكمثل الشيطان؛ لأن حذف حرف العطف كثير كما تقول‏:‏ أنت عاقل أنت كريم أنت عالم‏.‏ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن الإنسان الذي قال له الشيطان اكفر، راهب تركت عنده امرأة أصابها لمم ليدعو لها، فزين له الشيطان فوطئها فحملت، ثم قتلها خوفا أن يفتضح، فدل الشيطان قومها على موضعها، فجاؤوا فاستنزلوا الراهب ليقتلوه، فجاء الشيطان فوعده أنه إن سجد له أنجاه منهم، فسجد له فتبرأ منه فأسلمه‏.‏ ذكره القاضي إسماعيل وعلي بن المديني عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وذكر خبره مطولا ابن عباس ووهب بن منبه‏.‏ ولفظهما مختلف‏.‏

قال ابن عباس في قوله تعالى‏{‏كمثل الشيطان‏}‏ ‏:‏ كان راهب في الفترة يقال له‏:‏ برصيصا؛ قد تعبد في صومعته سبعين سنة، لم يعص الله فيها طرفة عين، حتى أعيا إبليس، فجمع إبليس مردة الشياطين فقال‏:‏ ألا أجد منكم من يكفيني أمر برصيصا‏؟‏ فقال الأبيض، وهو صاحب الأنبياء، وهو الذي قصد النبي صلى الله عليه وسلم في صورة جبريل ليوسوس إليه على وجه الوحي، فجاء جبريل فدخل بينهما، ثم دفعه بيده حتى وقع بأقصى الهند فذلك قوله تعالى‏{‏ذي قوة عند ذي العرش مكين‏}‏التكوير‏:‏ 20‏]‏ فقال‏:‏ أنا أكفيكه؛ فانطلق فتزيا بزي الرهبان، وحلق وسط رأسه حتى أتى صومعة برصيصا فناداه فلم يجبه؛ وكان لا ينفتل من صلاته إلا في كل عشرة أيام يوما، ولا يفطر إلا في كل عشره أيام؛ وكان يواصل العشرة الأيام والعشرين والأكثر؛ فلما رأى الأبيض أنه لا يجيبه أقبل على العبادة في أصل صومعته؛ فلما انفتل برصيصا من صلاته، رأى الأبيض قائما يصلي في هيئة حسنة من هيئة الرهبان؛ فندم حين لم يجبه، فقال‏:‏ ما حاجتك‏؟‏ فقال‏:‏ أن أكون معك، فأتأدب بأدبك، وأقتبس من عملك، ونجتمع على العبادة؛ فقال‏:‏ إني في شغل عنك؛ ثم أقبل على صلاته؛ وأقبل الأبيض أيضا على الصلاة؛ فلما رأى برصيصا شدة اجتهاده وعبادته قال له‏:‏ ما حاجتك‏؟‏ فقال‏:‏ أن تأذن لي فارتفع إليك‏.‏ فأذن له فأقام الأبيض معه حولا لا يفطر إلا في كل أربعن يوما يوما واحدا، ولا ينفتل من صلاته إلا في كل أربعين يوما، وربما مد إلى الثمانين؛ فلما رأى برصيصا اجتهاده تقاصرت إليه نفسه‏.‏ ثم قال الأبيض‏:‏ عندي دعوات يشفي الله بها السقيم والمبتلي والمجنون؛ فعلمه إياها‏.‏ ثم جاء إلى إبليس فقال‏:‏ قد والله أهلكت الرجل‏.‏ ثم تعرض لرجل فخنقه، ثم قال لأهله - وقد تصور في صورة الآدميين - ‏:‏ إن بصاحبكم جنونا أفأطبه‏؟‏ قالوا نعم‏.‏ فقال‏:‏ لا أقوى على جنيته، ولكن اذهبوا به إلى برصيصا، فإن عنده اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى،واذا دعي به أجاب؛ فجاؤوه فدعا بتلك الدعوات، فذهب عنه الشيطان‏.‏

ثم جعل الأبيض يفعل بالناس ذلك ويرشدهم إلى برصيصا فيعافون‏.‏ فانطلق إلى جارية من بنات الملوك بين ثلاثة إخوة، وكان أبوهم ملكا فمات واستخلف أخاه، وكان عمها ملكا في بني إسرائيل فعذبها وخنقها‏.‏ ثم جاء إليهم في صورة رجل متطبب ليعالجها فقال‏:‏ إن شيطانها مارد لا يطاق، ولكن اذهبوا بها إلى برصيصا فدعوها عنده، فإذا جاء شيطانها دعا لها فبرئت؛ فقالوا‏:‏ لا يجيبنا إلى هذا؛ قال‏:‏ فابنوا صومعة في جانب صومعته ثم ضعوها فيها، وقولوا‏:‏ هي أمانة عندك فاحتسب فيها‏.‏ فسألوه ذلك فأبى فبنوا صومعة ووضعوا فيها الجارية؛ فلما انفتل من صلاته عاين الجارية وما بها من الجمال فأسقط في يده، فجاءها الشيطان فخنقها فانفتل من صلاته ودعا لها فذهب عنها الشيطان، ثم أقبل على صلاته فجاءها الشيطان فخنقها‏.‏ وكان يكشف عنها ويتعرض بها لبرصيصا، ثم جاءه الشيطان فقال‏:‏ ويحك‏!‏ واقعها، فما تجد مثلها ثم تتوب بعد ذلك‏.‏ فلم يزل به حتى واقعها فحملت وظهر حملها‏.‏ فقال له الشيطان‏:‏ ويحك‏!‏ قد افتضحت‏.‏ فهل لك أن تقتلها ثم تتوب فلا تفتضح، فإن جاؤوك وسألوك فقل جاءها شيطانها فذهب بها‏.‏ فقتلها برصيصا ودفنها ليلا؛ فأخذ الشيطان طرف ثوبها حتى بقي خارجا من التراب؛ ورجع برصيصا إلى صلاته‏.‏ ثم جاء الشيطان إلى إخوتها في المنام فقال‏:‏ إن برصيصا فعل بأختكم كذا وكذا، وقتلها ودفنها في جبل كذا وكذا؛ فاستعظموا ذلك وقالوا لبرصيصا‏:‏ ما فعلت أختنا‏؟‏ فقال‏:‏ ذهب بها شيطانها؛ فصدقوه وانصرفوا‏.‏

ثم جاءهم الشيطان في المنام وقال‏:‏ إنها مدفونة في موضع كذا وكذا، وإن طرف ردائها خارج من التراب؛ فانطلقوا فوجدوها، فهدموا صومعته وأنزلوه وخنقوه، وحملوه إلى الملك فأقر على نفسه فأمر بقتله‏.‏ فلما صلب قال الشيطان‏:‏ أتعرفني‏؟‏ قال لا والله قال‏:‏ أنا صاحبك الذي علمتك الدعوات، أما اتقيت الله أما استحيت وأنت أعبد بني إسرائيل ثم لم يكفك صنيعك حتى فضحت نفسك، وأقررت عليها وفضحت أشباهك من الناس فان مت على هذه الحالة لم يفلح أحد من نظرائك بعدك‏.‏ فقال‏:‏ كيف أصنع‏؟‏ قال‏:‏ تطيعني في خصلة واحدة وأنجيك منهم وآخذ بأعينهم‏.‏ قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال تسجد لي سجدة واحدة؛ فقال‏:‏ أنا أفعل؛ فسجد له من دون الله‏.‏ فقال‏:‏ يا برصيصا، هذا أردت منك؛ كان عاقبة أمرك أن كفرت بربك، إني بريء منك، إني أخاف الله رب العالمين‏.‏

وقال وهب بن منبه‏:‏ إن عابدا كان في بني إسرائيل، وكان من أعبد أهل زمانه، وكان في زمانه ثلاثة إخوة لهم أخت، وكانت بكرا، ليست لهم أخت غيرها، فخرج البعث على ثلاثتهم، فلم يدروا عند من يخلفون أختهم، ولا عند من يأمنون عليها، ولا عند من يضعونها‏.‏ قال فاجتمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل، وكان ثقة في أنفسهم، فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده، فتكون في كنفه وجواره إلى أن يقفلوا من غزاتهم، فأبى ذلك عليهم وتعوذ بالله منهم ومن أختهم‏.‏ قال فلم يزالوا به حتى أطمعهم فقال‏:‏ أنزلوها في بيت حذاء صومعتي، فأنزلوها في ذلك البيت ثم انطلقوا وتركوها، فمكثت في جوار ذلك العابد زمانا، ينزل إليها الطعام من صومعته، فيضعه عند باب الصومعة، ثم يغلق بابه ويصعد في صومعته، ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من الطعام‏.‏ قال‏:‏ فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغبه في الخير، ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهارا، ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها‏.‏ قال‏:‏ فلبث بذلك زمانا، ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والأجر، وقال له‏:‏ لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك؛ قال‏:‏ فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها فوضعه في بيتها، قال‏:‏ فلبثت بذلك زمانا ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه، وقال‏:‏ لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك، فإنها قد استوحشت وحشة شديدة‏.‏ قال‏:‏ فلم يزل به حتى حدثها زمانا يطلع عليها من فوق صومعته‏.‏ قال‏:‏ ثم أتاه إبليس بعد ذلك فقال‏:‏ لوكنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها وتقعد على باب بيتها فتحدثك كان أنس لها‏.‏ فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها، وتخرج الجارية من بيتها، فلبثا زمانا يتحدثان، ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والثواب فيما يصنع بها، وقال‏:‏ لو خرجت من باب صومعتك فجلست قريبا من باب بيتها كان آنس لها‏.‏ فلم يزل به حتى فعل‏.‏ قال‏:‏ فلبثا زمانا، ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وفيما له من حسن الثواب فيما يصنع بها، وقال له‏:‏ لو دنوت من باب بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها، ففعل‏.‏ فكان ينزل من صومعته فيقعد على باب بيتها فيحدثها‏.‏ فلبثا بذلك حينا ثم جاءه إبليس فقال‏:‏ لو دخلت البيت معها تحدثها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن بك‏.‏ فلم يزل به حتى دخل البيت، فجعل يحدثها نهاره كله، فإذا أمسى صعد في صومعته‏.‏ قال‏:‏ ثم أتاه إبليس بعد ذلك، فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبلها‏.‏ فلم يزل به إبليس يحسنها في عينه ويسول له حتى وقع عليها فأحبلها، فولدت له غلاما، فجاءه إبليس فقال له‏:‏ أرأيت أن جاء إخوة هذه الجارية وقد ولدت منك‏!‏ كيف تصنع‏!‏ لا آمن عليك أن تفتضح أو يفضحوك‏!‏ فاعمد إلى ابنها فاذبحه وادفنه، فإنها ستكتم عليك مخافة إخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها، ففعل‏.‏ فقال له‏:‏ أتراها تكتم إخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها‏!‏ خذها فاذبحها وادفنها مع ابنها‏.‏ فلم يزل به حتى ذبحها وألقاها في الحفيرة مع ابنها، وأطبق عليها صخرة عظيمة، وسوى عليها التراب، وصعد في صومعته يتعبد فيها؛ فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث؛ حتى قفل إخوتها من الغزو، فجاؤوه فسألوه عنها فنعاها لهم وترحم عليها، وبكى لهم وقال‏:‏ كانت خير أمة، وهذا قبرها فانظروا إليه‏.‏

فأتى إخوتها القبر فبكوا على قبرها وترحموا عليها، وأقاموا على قبرها أياما ثم انصرفوا إلى أهاليهم‏.‏ فلما جن عليهم الليل وأخذوا مضاجعهم، أتاهم الشيطان في صورة رجل مسافر، فبدأ بأكبرهم فسأله عن أختهم؛ فأخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها، وكيف أراهم موضع قبرها؛ فكذبه الشيطان وقال‏:‏ لم يصدقكم أمر أختكم، إنه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاما فذبحه وذبحها معه فزعا منكم، وألقاها في حفيرة احتفرها خلف الباب الذي كانت فيه عن يمين من دخله‏.‏ فانطلقوا فادخلوا البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله فإنكم ستجدونهما هنالك جميعا كما أخبرتكم‏.‏ قال‏:‏ وأتى الأوسط في منامه وقال له مثل ذلك‏.‏ ثم أتى أصغرهم فقال له مثل ذلك‏.‏ فلما استيقظ القوم استيقظوا متعجبين لما رأى كل واحد منهم‏.‏ فأقبل بعضهم على بعض، يقول كل واحد منهم‏:‏ لقد رأيت عجبا، فأخبر بعضهم بعضا بما رأى‏.‏ قال أكبرهم‏:‏ هذا حلم ليس بشيء، فامضوا بنا ودعوا هذا‏.‏ قال أصغرهم‏:‏ لا أمضى حتى أتي ذلك المكان فأنظر فيه‏.‏ قال‏:‏ فانطلقوا جميعا حتى دخلوا البيت الذي كانت فيه أختهم، ففتحوا الباب وبحثوا الموضع الذي وصف لهم في منامهم، فوجدوا أختهم وابنها مذبوحين في الحفيرة كما قيل لهم، فسألوا العابد فصدق قول إبليس فيما صنع بهما‏.‏ فاستعدوا عليه ملكهم، فأنزل من صومعته فقدموه ليصلب، فلما أوقفوه على الخشبة أتاه الشيطان فقال له‏:‏ قد علمت أني صاحبك الذي فتنتك في المرأة حتى أحبلتها وذبحتها وذبحت ابنها، فإن أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك خلصتك مما أنت فيه‏.‏ قال‏:‏ فكفر العابد بالله؛ فلما كفر خلى الشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه‏.‏

قال‏:‏ ففيه نزلت هذه الآية‏{‏كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين - إلى قوله - جزاء الظالمين‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ فضرب الله هذا مثلا للمنافقين مع اليهود‏.‏ وذلك أن الله تعالى أمر نبيه عليه السلام أن يجلي بني النضير من المدينة، فدس إليهم المنافقون ألا تخرجوا من دياركم، فإن قاتلوكم كنا معكم، وإن أخرجوكم كنا معكم، فحاربوا النبي صلى الله عليه وسلم فخذلهم المنافقون، وتبرؤوا منهم كما تبرأ الشيطان من برصيصا العابد‏.‏ فكان الرهبان بعد ذلك لا يمشون إلا بالتقية والكتمان‏.‏ وطمع أهل الفسوق والفجور في الأحبار فرموهم بالبهتان والقبيح، حتى كان أم جريج الراهب، وبرأه الله فانبسطت بعده الرهبان وظهروا للناس‏.‏ وقيل‏:‏ المعنى مثل المنافقين في غدرهم لبني النضير كمثل إبليس إذ قال لكفار قريش‏{‏لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم‏}‏الأنفال‏:‏ 48‏]‏ الآية‏.‏ وقال مجاهد المراد بالإنسان ها هنا جميع الناس في غرور الشيطان إياهم‏.‏ ومعنى قوله تعالى‏{‏إذ قال للإنسان اكفر‏}‏ أي أغواه حتى قال‏:‏ إني كافر‏.‏ وليس قول الشيطان‏{‏إني أخاف الله رب العالمين‏}‏ حقيقة، إنما هو على وجه التبرؤ من الإنسان، فهو تأكيد لقوله تعالى‏{‏إني بريء منك‏}‏ وفتح الياء من ‏{‏إني‏}‏ نافع وابن كثير وأبو عمرو‏.‏ وأسكن الباقون‏.‏ ‏{‏فكان عاقبتهما‏{‏ أي عاقبة الشيطان وذلك الإنسان ‏}‏أنهما في النار خالدين فيها نصب على الحال‏.‏ والتثنية ظاهرة فيمن جعل الآية مخصوصة في الراهب والشيطان‏.‏ ومن جعلها في الجنس فالمعنى‏:‏ وكان عاقبة الفريقين أو الصنفين‏.‏ ونصب ‏{‏عاقبتهما‏}‏ على أنه خبر كان‏.‏ والاسم ‏{‏أنهما في النار‏}‏ وقرأ الحسن ‏{‏فكان عاقبتهما‏}‏ بالرفع على الضد من ذلك‏.‏ وقرأ الأعمش ‏{‏خالدان فيها‏}‏ بالرفع وذلك خلاف المرسوم‏.‏ ورفعه على أنه خبر ‏{‏أن‏}‏ والظرف ملغى‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏

‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون‏}‏

قوله تعالى‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله‏}‏ في أوامره ونواهيه، وأداء فرائضه واجتناب معاصيه‏.‏ ‏{‏ولتنظر نفس ما قدمت لغد‏}‏ يعني يوم القيامة‏.‏ والعرب تكني عن المستقبل بالغد‏.‏ وقيل‏:‏ ذكر الغد تنبيها على أن الساعة قريبة؛ كما قال الشاعر‏:‏

وإن غدا للناظرين قريب

وقال الحسن وقتادة‏:‏ قرب الساعة حتى جعلها كغد‏.‏ ولا شك أن كل آت قريب؛ والموت لا محالة آت‏.‏ ومعنى ‏{‏ما قدمت‏}‏ يعني من خير أو شر‏.‏ ‏{‏واتقوا الله‏}‏ أعاد هذا تكريرا، كقولك‏:‏ اعجل اعجل، ارم ارم‏.‏ وقيل التقوى الأولى التوبة فيما مضى من الذنوب، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل‏.‏ ‏{‏إن الله خبير بما تعملون‏}‏ قال سعيد بن جبير‏:‏ أي بما يكون منكم‏.‏ والله اعلم‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏

‏{‏ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون‏}‏

قوله تعالى‏{‏ولا تكونوا كالذين نسوا الله‏}‏ أي تركوا أمره ‏{‏فأنساهم أنفسهم‏}‏ أن يعلموا لها خيرا؛ قال ابن حبان‏.‏ وقيل‏:‏ نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم؛ قال سفيان‏.‏ وقيل‏{‏نسوا الله‏}‏ بترك شكره وتعظيمه‏.‏ ‏{‏فأنساهم أنفسهم‏}‏ بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضا؛ حكاه ابن عيسى‏.‏ وقال سهل بن عبدالله‏{‏نسوا الله‏}‏ عند الذنوب ‏{‏فأنساهم انفسهم‏}‏ عند التوبة‏.‏ ونسب تعالى الفعل إلى نفسه في ‏{‏أنساهم‏}‏ إذ كان ذلك بسبب أمره ونهيه الذي تركوه‏.‏ وقيل‏:‏ معناه وجدهم تاركين أمره ونهيه؛ كقولك‏:‏ أحمدت الرجل إذا وجدته محمودا‏.‏ وقيل‏{‏نسوا الله‏}‏ في الرخاء ‏{‏فأنساهم أنفسهم‏}‏ في الشدائد‏.‏ ‏{‏أولئك هم الفاسقون‏}‏ قال ابن جبير‏:‏ العاصون‏.‏ وقال ابن زيد‏:‏ الكاذبون‏.‏ وأصل الفسق الخروج؛ أي الذين خرجوا عن طاعة الله‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏

‏{‏لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون‏}‏

قوله تعالى‏{‏لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة‏}‏ أي في الفضل والرتبة ‏{‏أصحاب الجنة هم الفائزون‏}‏ أي المقربون المكرمون‏.‏ وقيل‏:‏ الناجون من النار‏.‏ وقد مضى الكلام في معنى هذه الآية في المائدة عند قوله تعالى‏{‏قل لا يستوي الخبيث والطيب‏}‏المائدة‏:‏ 100‏]‏ وفي سورة السجدة عند قوله تعالى‏{‏أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون‏}‏السجدة‏:‏ 18‏]‏‏.‏ وفي سورة ص ‏{‏أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار‏}‏ص‏:‏ 28‏]‏ فلا معنى للإعادة، والحمد لله‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏

‏{‏لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون‏}‏

قوله تعالى‏{‏لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا‏}‏ حث على تأمل مواعظ القرآن وبين أنه لا عذر في ترك التدبر؛ فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة؛ أي متشققة من خشية الله‏.‏ والخاشع‏:‏ الذليل‏.‏ والمتصدع‏:‏ المتشقق‏.‏ وقيل‏{‏خاشعا‏}‏ لله بما كلفه من طاعته‏.‏ ‏{‏من خشية الله‏}‏ أن يعصيه فيعاقبه‏.‏ وقيل‏:‏ هو على وجه المثل للكفار‏.‏ ‏{‏وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون‏}‏ أي أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل لخشع لوعده وتصدع لوعيده وأنتم أيها المقهورون بإعجازه لا ترغبون في وعده، ولا ترهبون من وعيده وقيل‏:‏ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ أي لو أنزلنا هذا القرآن يا محمد على جبل لما ثبت، وتصدع من نزوله عليه؛ وقد أنزلناه عليك وثبتناك له؛ فيكون ذلك امتنانا عليه أن ثبته لما لا تثبت له الجبال‏.‏ وقيل‏:‏ إنه خطاب للأمة، وأن الله تعالى لو أنذر بهذا القرآن الجبال لتصدعت من خشية الله‏.‏ والإنسان أقل قوة وأكثر ثباتا؛ فهو يقوم بحقه إن أطاع، ويقدر على رده إن عصى؛ لأنه موعود بالثواب، ومزجور بالعقاب‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏

‏{‏هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم‏}‏

قوله تعالى‏{‏هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ عالم السر والعلانية‏.‏ وقيل‏:‏ ما كان وما يكون‏.‏ وقال سهل‏.‏ عالم بالآخرة والدنيا‏.‏ وقيل‏{‏الغيب‏}‏ ما لم يعلم العباد ولا عاينوه‏.‏ ‏{‏والشهادة‏}‏ ما علموا وشاهدوا‏.‏ ‏{‏هو الرحمن الرحيم‏}‏‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏

‏{‏هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون‏}‏

قوله تعالى‏{‏هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس‏{‏ أي المنزه عن كل نقص، والطاهر عن كل عيب‏.‏ والقدس بالتحريك‏:‏ السطل بلغة أهل الحجاز؛ لأنه يتطهر به‏.‏ ومنه القادوس لواحد الأواني التي يستخرج بها الماء من البئر بالسانية‏.‏ وكان سيبويه يقول‏:‏ قدوس وسبوح؛ بفتح أولهما‏.‏ وحكى أبو حاتم عن يعقوب أنه سمع عند الكسائي أعرابيا فصيحا يكني أبا الدينار يقرأ ‏{‏القدوس‏}‏ بفتح القاف‏.‏ قال ثعلب‏:‏ كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول؛ مثل سفود وكلوب وتنور وسمور وشبوط، إلا السبوح والقدوس فان الضم فيهما أكثر؛ وقد يفتحان‏.‏ وكذلك الذروج بالضم وقد يفتح‏.‏ ‏{‏السلام‏}‏ أي ذو السلامة من النقائص‏.‏ وقال ابن العربي‏:‏ اتفق العلماء رحمة الله عليهم على أن معنى قولنا في الله ‏{‏السلام‏}‏ ‏:‏ النسبة، تقديره ذو السلامة‏.‏ ثم اختلفوا في ترجمة النسبة على ثلاثة أقوال‏:‏ الأول‏:‏ معناه الذي سلم من كل عيب وبريء من كل نقصى‏.‏ الثاني‏:‏ معناه ذو السلام؛ أي المسلم على عباده في الجنة؛ كما قال‏{‏سلام قولا من رب رحيم‏}‏يس‏:‏ 58‏]‏‏.‏ الثالث‏:‏ أن معناه الذي سلم الخلق من ظلمه‏.‏

قلت‏:‏ وهذا قول الخطابي؛ وعليه والذي قبله يكون صفة فعل‏.‏ وعلى أنه البريء من العيوب والنقائص يكون صفة ذات‏.‏ وقيل‏:‏ السلام معناه المسلم لعباده‏.‏

قوله تعالى‏{‏المؤمن‏}‏ أي المصدق لرسله بإظهار معجزاته عليهم ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب‏.‏ وقيل‏:‏ المؤمن الذي يؤمن أولياءه من عذابه ويؤمن عباده من ظلمه؛ يقال‏:‏ آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف؛ كما قال تعالى‏{‏وآمنهم من خوف‏}‏قريش‏:‏ 4‏]‏ فهو مؤمن؛ قال النابغة‏:‏

والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسند

وقال مجاهد‏:‏ المؤمن الذي وحد نفسه بقول‏{‏شهد الله أنه لا إله إلا هو‏}‏آل عمران‏:‏ 18‏]‏‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ إذا كان يوم القيامة أخرج أهل التوحيد من النار‏.‏ وأول من يخرج من وافق اسمه اسم نبي، حتى إذا لم يبق فيها من يوافق اسمه اسم نبي قال الله تعالى لباقيهم‏:‏ أنتم المسلمون وأنا السلام، وأنتم المؤمنون وأنا المؤمن، فيخرجهم من النار ببركة هذين الاسمين‏.‏ ‏{‏المهيمن العزيز‏}‏ وقال قتادة‏:‏ المهيمن معناه المشاهد‏.‏ وقيل‏:‏ الحافظ‏.‏ وقال الحسن‏:‏ المصدق؛ ‏{‏الجبار‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ هو العظيم‏.‏ وجبروت الله عظمته‏.‏ وهو على هذا القول صفة ذات، من قولهم‏:‏ نخلة جبارة‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

سوامق جبار أثيث فروعه وعالين قنوانا من البسر أحمرا

يعني النخلة التي فاتت اليد‏.‏ فكان هذا الاسم يدل على عظمة الله وتقديسه عن أن تناله النقائص وصفات الحدث‏.‏ وقيل‏:‏ هو من الجبر وهو الإصلاح، يقال‏:‏ جبرت العظم فجبر، إذا أصلحته بعد الكسر، فهو فعال من جبر إذا أصلح الكسير وأغنى الفقير‏.‏ وقال الفراء‏:‏ هو من أجبره على الأمر أي قهره‏.‏ قال‏:‏ ولم أسمع فعالا من أفعل إلا في جبار ودراك من أدرك‏.‏ وقيل ‏:‏ الجبار الذي لا تطاق سطوته‏.‏ ‏{‏المتكبر‏}‏ الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله‏.‏ وقيل‏:‏ المتكبر عن كل سوء المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم‏.‏ وأصل الكبر والكبرياء الامتناع وقلة الانقياد‏.‏ وقال حميد بن ثور‏:‏

عفت مئل ما يعفو الفصيل فأصبحت بها كبرياء الصعب وهي ذلول

والكبرياء في صفات الله مدح، وفي صفات المخلوقين ذم‏.‏ وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال‏:‏ ‏(‏الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما قصمته ثم قذفته في النار‏)‏‏.‏ وقيل‏:‏ المتكبر معناه العالي‏.‏ وقيل‏:‏ معناه الكبير لأنه أجل من أن يتكلف كبرا‏.‏ وقد يقال‏:‏ تظلم بمعنى ظلم، وتشتم بمعنى شتم، واستقر بمعنى قر‏.‏ كذلك المتكبر بمعنى الكبير‏.‏ وليس كما يوصف به المخلوق إذا وصف بتفعل إذا نسب إلى ما لم يكن منه‏.‏ ثم نزه نفسه فقال‏{‏سبحان الله‏}‏ أي تنزيها لجلالته وعظمته ‏{‏عما يشركون‏}‏‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏

‏{‏هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم‏}‏

قوله تعالى‏{‏هو الله الخالق البارئ المصور‏}‏ ‏{‏الخالق‏}‏ هنا المقدر‏.‏ و‏{‏البارئ‏}‏ المنشئ المخترع‏.‏ و‏{‏المصور‏}‏ مصور الصور ومركبها على هيئات مختلفه‏.‏ فالتصوير مرتب على الخلق والبراية وتابع لهما‏.‏ ومعنى التصوير التخطيط والتشكيل‏.‏ وخلق الله الإنسان في أرحام الأمهات ثلاث خلق‏:‏ جحله علقة، ثم مضغة، ثم جعله صورة وهو التشكيل الذي يكون به صورة وهيئة يعرف بها ويتميز عن غيره بسمتها‏.‏ فتبارك الله أحسن الخالقين‏.‏ وقال النابغة‏:‏

الخالق البارئ المصور في الـ ـأرحام ماء حتى يصير دما

وقد جعل بعض الناس الخلق بمعنى التصوير، وليس كذلك، وإنما التصوير آخرا والتقدير أولا والبراية بينهما‏.‏ ومنه قول الحق‏{‏وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير‏}‏المائدة‏:‏ 110‏]‏‏.‏ وقال زهير‏:‏

ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ـض القوم يخلق ثم لا يفري

يقول‏:‏ تقدم ما تقدر ثم تفريه، أي تمضيه على وفق تقديرك، وغيرك يقدر ما لا يتم له ولا يقع فيه مراده، إما لقصوره في تصور تقديره أو لعجزه عن تمام مراده‏.‏ وقد أتينا على هذا كله في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى والحمد لله‏.‏ وعن حاطب بن أبي بلتعة أنه قرأ ‏{‏البارئ المصور‏}‏ بفتح الواو ونصب الراء، أي الذي يبرأ المصور، أي يميز ما يصوره بتفاوت الهيئات‏.‏ ذكره الزمخشري‏.‏ ‏{‏له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم‏}‏ تقدم الكلام فيه‏.‏ وعن أبي هريرة قال‏:‏ سألت خليلي أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم فقال‏:‏ ‏(‏يا أبا هريرة، عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها‏)‏ فأعدت عليه فأعاد علي، فأعدت عليه فأعاد علي‏.‏ وقال جابر بن زيد‏:‏ إن اسم الله الأعظم هو الله لمكان هذه الآية‏.‏ وعن أنس بن مالك‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‏)‏‏.‏ وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قرأ خواتيم سورة الحشر في ليل أو نهار فقبضه الله في تلك الليلة أو ذلك اليوم فقد أوجب الله له الجنة‏)‏‏.‏